سوق الهاردوير المصري من أغرب الأسواق في مجال الهاردوير، وهذا لإنه يوجد به تخبط كبير سواء في الجديد أو المستعمل.
لكن لماذا نجد الأسعار متخبطة في سوق الهاردوير المصري؟
طبيعة الأسعار في السوق الجديد تجد به تارة أن الأسعار أغلى من الأسعار العالمية تارة أخرى مقارب بفارق متوسط من السعر العالمي، ونادراً ما ترى الأسعار لقطعة مساوية أو مقاربة من السعر العالمي.
المشكلة تكمن أنه في معظم الحالات تكون الأسعار أغلى من السعر العالمي بفارق كبير، وهذا التذبذب يرجع إلى عدة أسباب والضرائب ليست السبب الأكبر يا صديقي.
مجموع الضرائب على القطع الإلكترونية هو 16٪ فقط تنقسم إلى 14٪ ضريبة قيمة مضافة و 1٪ ضريبة تنمية محلية و 1٪ ضريبة مبيعات. ولا يوجد أي جمارك مضافة على قطع الهاردوير الأساسية لكن الإكسسورارت -التي هي من رأي الدولة رفاهية بدون فائدة- يضاف لها جمارك مثل الصندوق والشاشات و بعض من أنواع المبردات. مثل بعض مبردات شركة Noctua التي تصنف في الجمارك كقطع غيار سيارات مما يزيد الجمارك عليها وأيضاً الكراسي.
إذا لماذا نجد الأسعار مرتفعة في سوق الهاردوير المصري؟
- السبب يا صديقي يرجع إلى تقسيم الأرباح فالكل يريد قطعة من كعكة الربح. حيث أن قطع الهادردوير تمر على المستوردين والموزعين والتوكيلات والمحلات، حيث أن كل منهم يريد جزء من الربح والمحلات التي لها النصيب الأكبر من الكعكة لها. هناك جزء يلام عليه الشركات فلن تجد في السوق المصري تواجد فعلي لفروع الشركات التقنية مثل Asus وMSI وGigabyte بل ستجد وكلاء وموزعين يكونوا كطرف ثالث بينك وبين القطع.
لكن كيف نجد قطع أرخص من السوق العالمي؟
-
عندما يقوم المحل بشراء شحنة من القطع الجديدة يقوم الموزعين بإرفاق قطع قديمة نسبياً، وضعيفة مع القطع الجديدة ويفرض على المحل أن يشتري المجموعة مع بعضها.
-
لكي يتخلص المحلات من هذه القطع يقوم ببيع القطع بسعر مخفض وتعويض مكسبها في القطع القوية وأدى هذا لتباين عملاق في الأسعار فعلى سبيل المثال (في يوم ظهرت الشريحة الأم GigaByte H310 -لا أتذكر أي إصدار لكي أكون صريح معك- بسعر ٨٠٠ جنيه و بعدها ظهرت بسعر ٥٠٠ جنيه ثم ٣٠٠ جنيه أي ٢٠ دولار في وقتها وكل هذا حدث في نفس اليوم وكانت القطعة أرخص من أي مكان في العالم وتم تعويض المكسب في القطع العليا مثل RTX 3080 وRTX 3070Ti) وإذا وجدت قطعة بسعر مناسب قد تكون بدون ضمان محلي (أي أن المحل قد استورد القطعة و من الخارج) ومثال للموضوع تقوم بعض من محلات الهاردوير المشهورة في القاهرة ببيع قطع ككروت الشاشة والمعالجات و الشريحة الأم لشركات معروفة مثل (MSI-AMD-GIGABYTE) بدون ضمان الوكلاء المحليين ولن يعترف بها وكيلك المحلي -راجع مقالة الضمان و الوكلاء من هنا -.
ينقسم سوق المستعمل إلى:
1- المستعمل المحلي
2- الاستيراد
1- المستعمل المحلي
قد تجد الوضع هنا أفضل قليلاً فستجد بعض القطع في حالتها لكن بسعر أقل وأحياناً قد تجد القطع ما زالت في فترة الضمان وتارة ستجد بعض الأشخاص يبيعون المستعمل أغلى من الجديد وهؤلاء لا أعلم كيف يفكرون (حيث أنه اشترى قطعة وبعد فترة ازدادت سعرها وعند البيع يقوم بالبيع بسعر مقارب من سعر الجديد).
2- المستعمل من الاستيراد
يوجد حالة من الفوضى خاصة عند الذين يلقبون نفسهم بتجار الاستيراد حيث أن معظمهم لا يفقه عن ما يبيعه شيئاً فتجدهم لا يصنفون القطع على حسب قوتها أو حداثتها أو وقت تصنيعها بل تجدهم يصنفونها بطرق غريبة و يقولون: (معالجات Ryzen صيني وبتسخن وبتبوظ Intel مضمونة يا باشا) رغم أن 95% من حول المعالجات حول العالم تصنع في تايوان (مقاطعة منشقة عن الصين) في مصنع TSMC وتجدهم يبيعون معالجات Athelon القادمة من نفس الشركة المصنعة ل Ryzen ألا وهي AMD -التي يذمون منتجاتها الحديثة- ويمجدون في الأجهزة مسبقة الصنع (الكيسات الاستيراد) ويستهزئون بالتجميعات الحديثة وبمن يشتروها لا تجدهم أبداً يبيعون أجهزة مواصفتها تدعم نظام Windows 11 بل نادراً ما سترى أجهزة Intel من الجيل السابع يبيعونها فهم وصلوا لمرحلة القداسة للمستعمل من الخارج تجدهم يمجدون في معالجات Intel Xeon ويضعونها في فئة منصات العمل لا تجد أحد منهم يذكر أبدأ معالجات ال Threadripper ولا Epyc برغم تفوقها على معالجات Intel Xeon تجدهم يمجدون ال Ddr3 ومعالجات الجيل الثالث والرابع ولا يذكرون أن معالج Core I3 8100 أفضل منهم في سحب الطاقة والأداء و المعمارية تجدهم يصنفون القطع بطرق غريبة وعجيبة فإذا نظرت إلى تصنيف كروت الشاشة عندهم ستجدها أغرب مما تتخيل حيث ستجد تصنيفها مبني على حجم الذاكرة الرسومية وليس قوة الشريحة.
امثلة من الواقع ومعي شخصيا:
الأول:
ذهبت لتاجر استيراد مبتغياً أن أتفقد ما لديه ربما أجد ما ينفعني فقلت له أرني ما عندك فقام بإحضار:
- Gtx 560 1gb Gddr5 by 500 L.E
- Gt 740 4gb low profile by 2500 L.E
- Gtx 750ti by 2000 L.E
- لوهلة شعرت بالصدمة إنه يبيع ال Gt 740 الأضعف من الGtx 560 ب 5 أضعاف سعره وأيضاً أضعف من ال Gtx 750ti فصمت للحظة محاولاً أن أستوعب فقلت له لماذا ال Gtx 750ti أرخص من ال Gt740 فقال لي:(يا باشا ده كارت أربعة جيجا و ده 2 جيجا و هيكون ضعف الأداء معاك في الشغل و الألعاب و أنا مش مخليه بضعف سعره عشان أنت حبيبي) في الواقع قد حاولت أن أكتم ضحكتي قدر الإمكان حتى لا يظن أنني استهزأ به و بسبب أيضاً معرفتي أن كرت ال Gtx 560 أقوى منه و بخمس سعره فقط لكي لا أكذب عليك اشتريت ال Gtx560 بهذا السعر لأنها كانت صفقة رائعة في وقت شدة أزمة الكروت و أيضاً لم يكن معي سوى 550 جنيه.
الثاني:
- بعد مدة قررت تغيير ال Gtx 560 فقمت بزيارة محل مختلف لأرى ما لديه و قال لي :(عندي كروت 1 جيجا و 4 جيجا و 8 جيجا) للمرة الثانية أجد شخصاً يصنف الكروت حسب المساحة لا الأجيال ولا القوة فقلت له:(وريني الأربعة و الثمانية كده) فأحضر لي Gtx 960 فقلت له ما سعره قال لي 4500 جنيه سعر Gtx1050ti حديث يتراوح من 3750 ل4500 أكمل و قال لي :(أي كرت 4 جيجا ببيعه بنفس السعر) ثم أحضر لي كرت Gtx1070 نسخة Zotac نظرت للكارت في أقل من ثانيتين وعلمت أنه مستعمل في التعدين راجع مقالة الكروت المعدنة من هنا
- قلت له أنه مهلك وتم التعدين به فعلم أنني على دراية بالسوق فسألته عن السعر لعل و عسى أن يعرضه بسعر مناسب فجأت الصدمة و قال لي سعره 8 ألاف جنيه!!! فرددت وقلت له : ( مش شايف إنه غالي حبة وبالذات إنه مستعمل و كمان في التعدين ومستورد ولو روحت التوكيل هيقولي مالوش ضمان) فرد برد غريب لم أكن أتوقعه ولم أسمعه من أي تاجر من قبل : (ما حدش ضربك على إيدك عشان تشتري مني تقدر تروح تشتري من أي حتة بره) فقلت له :(لو معايا الفلوس اللي تخليني أشتري جديد ماكنتش هفكر في المستعمل أصلاً وبفلوسه أقدر أشتري كرت RTX 2060 جديد وعليه ضمان و أحسن في الأداء) و تركته وقطعت عهداً على نفسي ألا أتي له مجدداً ولا أنصح أن يتعامل معه أحد هذه نبذة عن السوق المحلي يا صديقي مجرد أشخاص بجشع لا متناهي يتصيدوا الذي لا يفقه شيء و يلبسوه العمه أما الذي يدري بقيمة القطع فلن يبيعوا له شيئا.
نصيحة
- مواقف شخصية و ليس كل التجار سيئين هناك منهم من يتق الله لكن نادرا ما تجدهم؛ والغرض من المقال أن أنصحك وتبحث عن مواصفات القطع و سعرها و ضمانها قبل الشراء لكي لا يحتال عليك أحد.
و ها أنا يا صديقي ما زلت بكرت ال Gtx 560 أنتظر الفرج من عند الله.
شاركنا بموقف حدث معك أثناء شراء قطعة إلكترونية على رسائل الصفحة.
المصادر:
ملحوظة هامة:
تمت كتابة تلك المقالة بيد الكاتب المهندس أحمد سليم، وحاليا ربنا كرمة من رزقة وله قناته الخاصة.
وله جزيل الشكر والاحترام.
Facebook Comments